abatshe@w.cn مراقب عام
عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 13/06/2008
| موضوع: الاستقلال الاردني الثلاثاء يوليو 01, 2008 2:15 am | |
| الملك عبد الله الاول ( المؤسس )1882- 1951سوف تتحدث صفحات التاريخ دوماً عن جلالة المغفور له الملك عبد الله بن الحسين،مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، باعتباره شخصية فريدة وجليلة وخالدة برزت مع تاريخالعالم العربي المعاصر. فقد كان رحمه الله مرشداً لحفيده جلالة العاهل الأردنيالراحل الملك الحسين الأول. كما كانت شخصيته مزيجاً تجمع التقليدية والحداثة. وكانفي مسيرة حياته العامة عصرياً يتطلع إلى الأمام. وقد تجسد هذا فيه لكونه واحداً منأوائل الزعماء العرب الذين تبنوا نظاماً ملكياً دستورياً خلال السنوات الأولى التيأعقبت تأسيس بلده كما تمثل ذلك بتجربته الواقعية ومشاركته لشعبه. قاد عبد الله القوات العربية إبان الثورة العربية تحت الراية الهاشمية واستلهمأفكار والده الكبرى مع إخوانه علي وفيصل وزيد. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى،حررت الثورة العربية الكبرى دمشق والأردن الحديث ومعظم شبه الجزيرة العربية. وتولىجلالة الملك فيصل عرش سوريا ولكن وبعد معركة ميسلون تتسارع الاحداث، وينتقل سموالامير عبدالله الى الاردن ليؤسس الدولة، ومن ثم يأتي الملك فيصل لتسلم عرش العراق. أسس المغفور له الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في 21 نيسان 1921م عندما أقامأول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه عشائري وبدوي. وطوال السنوات الثلاثينالتالية، ركز على بناء الدولة، ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث. وبتصميم ورؤيةعظيمين، سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال، بإقامة شرعية ديمقراطية، بوضع أول دستورللأردن في عام 1928عرف باسم المجلس التشريعي، وإجراء الانتخابات لأول برلمان في عام 1929م. وخلال هذه العقود الثلاثة أيضاً، عقد الملك سلسلة من المعاهدات بين إنجلتراوشرق الأردن، كان آخرها في 22 آذار 1946م بالمعاهدة الإنجليزية-الشرق أردنية التيأنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالا كاملاً ولتصبح الدولة باسم "المملكة الأردنية الهاشمية" في 25 ايار 1946م. وبتحقيق الاستقلال التام اخذ الاردن يمارس دوراً منقدماً عربياً ودولياً ويشاركفي المؤتمرات واولها مؤتمر قمة انشاص في 28 أيار 1946م بعد ايام من استقلال الدولة،ومن ثم يتبوأ الاردن مركزاً متقدماً في خدمة القضية الفلسطينية. وخلال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، كان الجيش العربي الأردني فعالاًفي الدفاع عن القدس وأجزاء أخرى من فلسطين. وأبدى الجيش الأردني شجاعة وبطولة وعرفعنه على نطاق واسع مستواه العالي في الاحتراف وثبات العزم والشجاعة أمام قوة متفوقةفي العدد والعدة. ونجح الجيش العربي في إلحاق الهزيمة في القوات اليهودية في باب الواد اللطرونوالقدس وحافظ على القدس الشرقية رغم الهجمات الإسرائيلية الشديدة اللاحقة، التيحاولت دون جدوى انتزاعها من الجيش العربي الأردني. وانتهت الحرب في منتصف شهر تموز 1948م وبعدها جرى توقيع عدد من اتفاقيات الهدنة بين الأطراف العربية وإسرائيل فيمؤتمر رودس. وبموجبها تم ترسيم حدود منطقة شرق الاردن مع فلسطين. في 20 تموز 1951م توجه الملك عبد الله إلى القدس لأداء صلاة الجمعة مع حفيدهالشاب، الحسين. ولكن ليكون القدر بانتظاره وليسقط الملك شهيداً عند درجة المسجدالاقصى وعلى مقربة من ضريح والده الحسين الذي ضحى من اجل كل العرب. وكان الملك الحسين الامير الشاب حينها الى جانب جده، يشهد الموقف وتنزلق رصاصةمن على وسام على صدره، ويعيش جلالته لحظات حاسمة مع الاحداث، وكان لاغتيال جدهالملك عبد الله أثر عميق في حياته، من حيث إدراكه لأهمية الموت وحتميته، وإحساسهبأهمية واجبه ومسؤوليته في السنوات اللاحقة. ففي سيرة حياته، التي كتبهابالإنجليزية تحت عنوان Uneasy Lies the Head، أي "مشاكل الملوك"، يروي الملك الحسينكيف أن جده التفت نحوه قبل ثلاثة أيام من ذلك اليوم المشؤوم في القدس وقال له: أرجوأن تدرك، يا ولدي، أنك ستتولى المسؤولية ذات يوم. وأنا أطمح في أن تبذل قصارى جهدكحتى تتأكد أن عملي لن يضيع. أتطلع إليك لتستمر فيه خدمة لشعبنا. وعد الأمير الشابجده بجدية وخشوع بأنه سيبذل كل ما في استطاعته للقيام بواجبه. لكن الملك والأمير لميكونا يعرفان قصر الوقت أمامهما."الملك طلال بن عبدالله1909 – 1972تولى جلالة المغفور له الملك طلال بن عبدالله العرش بعد وقت قصيرمن استشهاد والده جلالة المرحوم الملك عبدالله في القدس بتاريخ 20 تموز 1951م. لكنه، ولأسباب صحية، لم يتمكن من الاستمرار في الحكم، فأعفي جلالته، بعد أقل منسنة، من العرش، في 11 آب 1952، وأنجز الملك طلال، خلال عهده، الكثير لتطويرالعلاقات بين الأردن من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى.كما كان مسؤولا إلى درجة كبيرة عن تطوير دستور جديد عصري، هذا الدستور الذي جعلالحكومة جماعياً، والوزراء فردياً، مسؤولين أمام البرلمان، وصودق عليها في الأول منكانون الثاني 1952م.الملك الحسين بن طلال1935 - 1999سيبقى جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال في الذاكرة والوجدانبوصفه زعيماً قاد بلده عبر النزاعات والاضطرابات إلى أن أصبح الأردن واحة للسلاموالاستقرار والاعتدال في الشرق الأوسط. وينظر الأردنيون إلى ذكراه بكل حب وتقديرباعتباره مصدر الإلهام لمناخ الانفتاح والتسامح والتعاطف الذي يتمتع به الأردن. وقدأرسى المغفور له الملك الحسين - تراثاً مزدهراً يبشر بتوجيه دفة الأردن لسنواتطويلة قادمة. كان جلالته عند رحيله في السابع من شباط 1999م قد أمضى أطول فترة حكم بين جميعزعماء العالم. كما وكان يحتل أهمية عظيمة بين المسلمين في شتى أنحاء العالم نظراًلانتمائه إلى الجيل الثاني والأربعين من أحفاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.ولد الملك الحسين في عمان في 14 تشرين الثاني 1935، وهو الابن البكر للأمير طلالبن عبد الله والأميرة زين الشرف بنت جميل. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية في عمانانتظم جلالته في كلية فكتوريا في الاسكندرية في مصر، ومن بعدها في مدرسة هارو فيانجلترا. وتلقى جلالته بعدها تعليمه العسكري في أكاديمية ساندهيرست Sandhurst الملكية للعلوم العسكرية في انجلترا.في السادس من أيلول 1951م ، اعتلى الملك طلال - أكبر أبناء الملك عبد الله سناً - العرش. وسرعان خلفه ابنه البكر - الحسين - والذي نودي به ملكاً على المملكةالأردنية الهاشمية في 11 آب 1952 ولكن لأن جلالته لم يكمل بعد الثمانية عشر سنةقمرية تم تشكيل مجلس وصاية ليتولى إدارة البلاد إلى حين الاستحقاق الدستوري لتسلمجلالته سلطاته الدستورية يوم 2 ايار 1953م حيث جرت مراسيم تسلم جلالته لسلطاتهوفقاً للدستور.ركز الملك
الحسين بعد ذلك مباشرة على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية لتكملوتعزز التقدم الذي أراد أن يحققه في مجال نوعية حياة شعبه. وخلال عقد الستينات منالقرن العشرين، تطورت صناعات الأردن الرئيسية، بما في ذلك الفوسفات والبوتاسوالإسمنت. كما وتم إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة. تتحدث الأرقام عن إنجازات الملك الحسين على الصعيد البشري. فبينما كانت خدماتالمياه والمرافق الصحية والكهرباء متاحة أمام نسبة لا تزيد على 10% من الأردنيين فيعام 1950، قفزت هذه النسبة لتبلغ 99% في وقتنا الحالي. وارتفعت نسبة المتعلمين إلى 85,5% في عام 1996، بعد أن كانت 33% فقط عام 1960. وتظهر إحصائيات منظمة اليونيسفأن الأردن قد حقق في الفترة من عام 1981 إلى عام 1991 أسرع نسبة سنوية في العالم فيمجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة فيعام 1981 إلى 37 وفاة لكل 1000 ولادة في عام 1991، أي بانخفاض مقداره 47%. ولطالماآمن الملك الحسين بأن الشعب هو أغلى ما يملك الأردن، فقد شجع طيلة سنوات حكمه جميعالمواطنين - بما في ذلك الأقل حظاً والمعاقين والأيتام - على تحقيق المزيد لخدمةأنفسهم وبلدهم.كما كافح الملك الحسين عبر سنوات حكمه السبع والأربعين لإرساء السلام في الشرقالأوسط. إذ كان له دور محوري في بلورة قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي صدر بعد الحربالعربية - الإسرائيلية في عام 1967. وينادي هذا القرار بانسحاب إسرائيل من جميعالأراضي العربية التي احتلتها خلال حرب عام 1967 مقابل السلام. وقد شكل هذا القرارالعمود الفقري الذي استندت عليه جميع مفاوضات السلام اللاحقة. وفي عام 1991، قامالملك الحسين بدور جوهري في انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، وفي توفير "مظلة" تمكنالفلسطينيين من التفاوض حول مستقبلهم كجزء من وفد أردني - فلسطيني مشترك. وتعتبرمعاهدة السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994 خطوة رئيسية نحو تحقيق سلامعادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط. كما عمل الملك الحسين على حل الخلافات بين الدول العربية. فقد بذل جهوداً جبارةخلال أزمة الخليج بين عامي 1990 - 1991 لضمان انسحاب عراقي سلمي واستعادة الكويتلسيادتها وصدر عن الدولة الأردنية الكتاب الأبيض الذي يشرح الموقف الحقيقيوالعقلاني للقيادة الأردنية من أزمة الخليج تلك.كذلك كان سعيه هذا إلى تحقيق مصالحة عربية حقيقية، حافزة للتوسط في الحربالأهلية اليمنية. وعلاوة على ذلك، كان جلالته ينادي في معظم خطاباته ومن معظمالمنابر بتقديم مساعدة إنسانية دولية للتخفيف من المعاناة اليومية للشعبالعراقي.أسهم التزام الملك الحسين بالديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان في جعلالأردن نموذجاً يحتذى بين دول المنطقة. وتحظى المملكة باعتراف دولي بأن سجل حقوقالإنسان لديها في الشرق الأوسط، في الوقت الذي فتحت فيه الإصلاحات الأخيرة البابأمام الأردن ليستأنف خياره الديمقراطي الذي لا رجعة عنه. وفي سنة 1990، عين الملكالحسين لجنة ملكية تمثل جميع أطياف الفكر السياسي الأردني لوضع مسودة الميثاقالوطني، الذي يعتبر اليوم - جنباً إلى جنب مع الدستور الأردني- بمثابة خطوط توجيهيةلعملية المأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية في البلاد. وقد أجرى الأردن في الأعوام 1989 و1993 و1997 انتخابات برلمانية كانت باعترافالعالم من أكثر الانتخابات حرية وعدالة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.اقترن الملك الحسين بالملكة نور في الخامس عشر من حزيران 1978. وفي أواخر عمرهكان الحسين قد أصبح جداً ينظر بفخر إلى أحفاده الآخذ عددهم في الازدياد. كان جلالته طيلة سنوات عمره رياضياً دؤوباً. فقد كان طياراً وسائق سياراتودراجات رياضية بارعاً. كما كان يستمتع بالرياضيات المائية والتزلج على الجليدوالتنس. كما كان معروفاً حق المعرفة لدى هواة الإرسال اللاسلكي في جميع أرجاءالعالم، الذين طالما سمعوا صوته الودود الذي كان يجيء عبر محطته الخاصة "JY1". وفيسنوات عمره الأخيرة، كان الملك الحسين يستمتع في الإبحار عبر شبكة الإنترنت، وكانيثمن عالياً الإنترنت كقوة قادرة على إحداث التقدم والتفاهم وما إرشادات الحسينبتزويد كل مدرسة أردنية بخدمة الإنترنت سوى دليل ساطع آخر على تراثه الخالد. كانت حياة جلالته محور العديد من الكتب. وقام هو نفسه بتأليف ثلاثة كتب هي كتابمشاغل الملوك (1962) والذي تناول طفولته وسنوات حكمه الأولى وكتاب حربي مع إسرائيل (1969) وكتاب مهنتي كملك | |
|